الأحد، 26 مايو 2024

دوار سيدي بوناگة

 كنت عائداً من مراكش  إلى سيدي بوناگة

وعلى الطريق أعطيت أوراق السيارة إلى موظف الدرك الملكي
ففتح وقرأ :
الاسم الكامل: فولان بن فولان . ‘ مكان الولادة : دوار سيدي بوناگة الجنسية : مغربية
– فقال : “كيف  حال سيدي بوناگة
– فقلت : “بخير والحمد لله.. ونرجو الله أن تبقى كذلك”.
– منذ متى وأنت في مراكش
– منذ ثلاثة  سنوات تقريبا.
– متى زرت سيدي بوناگة آخر مرة ؟
– منذ شهور فقط. 
فنظر إلي وهو يبتسم وسألني : “أيهما تحب أكثر سيدي بوناگة أم مراكش؟
فقلت له : “الفرق عندي بين سيدي بوناگة و مراكش كالفرق بين *الأم* و *الزوجة*…
فالزوجة أختارها، أرغب بجمالها، أحبها، أعشقها، تخدمني،… لكن لا يمكن أن تنسيني *أمي*…
*الأم* لا أختارها… ولكني أجد نفسي ملكها، أخدمها، لا أرتاح إلا في أحضانها، ولا أبكي إلا على صدرها، وأرجو الله ألا أموت إلا وهي راضية عني”.
فأغلق أوراق السيارة ونظر إلي باستغراب وقال : “نسمع كثيرا عن ضيق العيش في سيدي بوناگة فلماذا تحبها ؟”.
قلت : “تقصد *أمي* ؟”.
فابتسم وقال : “لتكن *أمك*…”.
فقلت : “قد لا تملك *أمي* ثمن الدواء ولا أجرة الطبيب، لكن حنان أحضانها وهي تضمني ولهفة قلبها حين أكون بين يديها تشفيني”.
قال: “صف لي سيدي بوناگة
فقلت : “هي ليست بالشقراء الجميلة، لكنك ترتاح اذا رأيت وجهها… ليست بذات العيون الزرقاء، لكنك تشعر بالطمأنينة إذا نظرت إليها… ثيابها بسيطة، لكنها تحمل في ثناياها الطيبة والرحمة… لا تتزين بالذهب والفضة، لكن في عنقها عقد من سنابل القمح تطعم به كل جائع… سرقها اللصوص ولكنها مازالت تبتسم”
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق